Quantcast
Channel: المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية - مسارات
Viewing all articles
Browse latest Browse all 878

الاعتداءات الإرهابية الأخيرة ... مراجعة نقدية

$
0
0
الأحد, 15 تشرين الثاني (نوفمبر), 2015

تبنى تنظيم "داعش "المسؤولية  عن  تحطيم الطائرة الروسية فوق سيناء المصرية ’ وعن تفجيرات برج البراجنة في لبنان , وأخيرا عن التفجيرات الستة في العاصمة الفرنسية باريس . كل هذه العواصف الإرهابية حدثت منذ مطلع شهر نوفمبر الحالي .

        لا شك ان التوقيت لهذا الطاعون الأسود يعود  في الأساس الى شدة ضربات الطيران الروسي الحربي في سوريا مضافا الى الإنجازات الحاسمة التي يحققها الجيش السوري  وحلفاؤه على مختلف الجبهات .جاءت تلك التفجيرات المتتالية لتعبر عن :

  1. إفلاس الإرهابيين في جبهات القتال الدائرة على الساحتين السورية والعراقية
  2. وجوب  إيصال رسالة قوية الى كل من روسيا , حزب الله , وفرنسا التي بدأ طيرانها الحربي في المشاركة في القصف على مراكز الإرهابيين في سوريا .  وكأن  التنظيم الإرهابي يقول للجميع ان لا سلامة لبلدانكم  ولا لمواطنيكم  اذا استمريتم في مقاتلتنا .
  3. قدرة التنظيم الإرهابي على الوصول الى أي مكان في العالم , وقدرته التقنية  

والاستخبراتية , وجاهزيته على اختراق الحدود . وهو بالفعل تنظيم إرهابي دولي .

 

من جهة أخرى لا بد من الإشارة الى الردود الرسمية والشعبية العالمية , ردود استنكار وشجب , ومطالبة باتخاذ تدابير قاسية ومناسبه لهذه الموجة من الطاعون الأسود العالمي .وبمناسبة الردود  فانها كانت تعبر عن مشاعر إنسانية عميقة وصادقة , صحيح انها كانت  اكثر وضوحا تجاة تفجيرات باريس منها من تفجيرات لبنان . مثلا على الصعيد العربي سارع الرئيس السبسي \ تونس \ الى التوجه الى فرنسا معزيا , وهذه لفتة إنسانية كريمة , لكن ألا يستحق أبرياء لبنان مثل تلك الالتفاتة الإنسانية التضامنية !!. كذلك شعوبنا العربية أضاءت الشموع تضامنا مع ضحايا فرنسا الأبرياء ولكنها تجاهلت , ربما عن غير قصد, ضحايا لبنان .

بعد هذه الاعتداءات الاجرامية  الطازجة من قبل "داعش "  الا يحق لنا ان نسال ما العمل لمنع مثل هذا الاجرام ؟ وما هي الخطوات المطلوبة لقلع جذور الإرهاب من العالم  كله ؟؟ . قبل الإجابة على مثل هذه التساؤلات المحقة لا بد من ادراك ان هذه التنظمات الإرهابية هي حركة عالمية حسنة التنظيم والتمويل والتسليح , وهي لا تضم , كما يعتقد البعض . مجموعة من الرعاع والمشاغبين او الغاضبين , سياسيا , او دينيا

او احتاعيا اواقتصاديا , بل هم جماعة من الخبراء العسكريين والفنيين والتقنيين الذين تم تدريبهم منذ سنوات يمكن تأريخها الى فترة السبعينيات من القرن الماضي يوم غرق الاتحاد السوفياتي السابق في حربه في أفغانستان . في هذه اللحظة تقدم المال السعودي والتدريب الأمريكي في تكوين ما عرف انئذ  "بالمجاهدين  "الذين توالدوا , بعد الحرب الأفغانية . ما سمي بتنظيم "القاعدة " . وهذا هو التنظيم الحالي ومشتقاته تحت مختلف التسميات هو الذي يقود حروبه الإرهابية في كل من سوريا والعراق وليبيا ونيجيريا وغيرها من بلدان العالم . هو نفس التنظيم الإرهابي , وهم نفس المموليين , ونفس المشرفين تدريبا وتسليحا واحتواءا .

إذا اخذ المعنيون بهذا المنطق تكون بوصلة محاربة الإرهاب قد وجدت مسارها واتجاهها الصحيحين  , ويمكن وقتها التوجه الى لب المشكلة وليس الى ظاهرها , ويكون واضحا ان قطع راس الافعى هو المطلوب وليس ذيلها .

والان بعد كل ما جرى و لمنع ما قد يجري من اجرام إرهابي ليس احد في العالم يملك حصانة ضده , ما العمل ؟؟ السؤال أولا على أمريكا ان تجيب عليه وتفسر لنا كيف لم يستطع التحالف الستيني من هزيمة الإرهاب في العراق . من يعرف العراق يعرف ان مساحات شاسعة من الأراضي التي يحتلها الإرهاب هي أراضي مفتوحة  ومكشوفة , فيها تسرح القوافل العسكرية والتموينية والتجارية التابعة للارهاب تحت سمع وبصر الأقمار الصناعية الامريكية التي بإمكانها التقنية مراقبة دبيب النمل , لماذا اذن لا تقصف قوات التحالف الغربي هذه الامدادات والتحركات الحربية الإرهابية ؟؟ هل يمكن القول إن هناك مصلحة أمريكية ؟؟ .

والسؤال السابق نفسه نوجهه الى الدول الأوروبية  وفرنسا على وجه الخصوص . لقد كانت فرنسا اكثر الدول الأوروبية , بعد السعودية العربية , الحاحا على تنحي الرئيس السوري الوجيد الذي حذر الأوروبيين بان الإرهاب سيضربهم في عقر دارهم , وكان ذاك التحذير قبل ثلاث سنوات . فهل تبقى فرنسا وبعض زملائها الأوروبيين تعتبر تنحية الأسد أولوية على محاربة الإرهاب ؟ لقد تعهد الرئيس الفرنسي وكذلك رئيس وزرائه بحرب لا هوادة فيها . والسؤال هنا هو : اذا تعارضت هذه الحرب الموعودة مع المصالح الامريكية هل ستبقى فرنسا وفية لتعهداتها ؟؟  

وليس آخرا يمكن توجيه نفس السؤال الى الشقيقة الكبرى مصر , وهي تخوض حربا ضروسا في سيناء وفي الداخل ضد المجموعات الإرهابية , وتكتوي بنار الإرهاب على كل المستويات الاقتصادية والسياحية والعسكرية . هل تستطيع مصر ان تشارك العالم في قطع راس الافعى عن طريق بطولات قواتها المسلحة أولا وعن طريق الابتعاد عن هؤلاء الممولين والداعمين للارهاب ؟ املنا في مصر الام كبير .

 

مقالات

Viewing all articles
Browse latest Browse all 878

Trending Articles